Tuesday, June 15, 2010

الله خلق الكون في ستة ايام

تحية الى كل من اتبع العقل


(حدثني ‏ ‏سريج بن يونس ‏ ‏وهارون بن عبد الله ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏حجاج بن محمد ‏ ‏قال قال ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏أخبرني ‏ ‏إسمعيل بن أمية ‏ ‏عن ‏ ‏أيوب بن خالد ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن رافع ‏ ‏مولى ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏:
أخذ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بيدي فقال : خلق الله عز وجل التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم ‏ ‏الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق ‏ ‏آدم ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل ‏
قال ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏البسطامي ‏ ‏وهو ‏ ‏الحسين بن عيسى ‏ ‏وسهل بن عمار ‏ ‏وإبراهيم ابن بنت حفص ‏ ‏وغيرهم عن ‏ ‏حجاج ‏ ‏بهذا الحديث)

هذا الحديث الإسلامى الصحيح ... و هو صورة توراتية للخلق .. يؤمن بها المسلم -(بموجب الحديث الصحيح)- و يؤمن بها المسيحى -(بموجب إيمانه بالتوراه بالإضافة لإنجيلة)- و يؤمن بها اليهودى -(بموجب ورودها بالتوراه) !

و تلك الرؤية الدينية ، و التى تنص عليها الديانات الإبراهيمية الثلاثة ، تحكى و تقول لنا كيف خلق الله الأرض بمشتملاتها و محتوياتها ، و ماذا خلق اولاً و ماذا خلق ثانياً ... إلخ ، كما توضح لنا التوقيت الزمنى بين المخلوقات بعضها البعض.


و تلك الرؤية يؤمن بها أتباع الأديان الثلاثة إيماناً قطعيا ، لورودها بنصوص صحيحة لديهم جميعاً ، و إن كان الإختلاف طفيفاً بين السيناريو الإسلامى و السيناريو التوراتى ، من إستراحة الله فى اليوم السابع فى القصة التوراتية الموافق السبت كمثال ، إلى خلق آدم فى آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة بين العصر إلى الليل ، و هى إختلافات لا تعنينا كما يعنينا توافق الجميع مسلم و مسيحى و يهودى على صلب قصة الخلق التى تمت فى أسبوع ، و إيمانهم القاطع قصة الخلق بما تحويه من تسلسل لخلق المخلوقات.

الان مع التفنيد العلمي

بينما توضح قصة الخلق لنا تسلسل الخلق فى الأرض فى فترة اخدت اسبوعاً ، و كل مخلوق خُلق فى يوم من أيام هذا الأسبوع ، بل و أن النور (الشمس) جاء يوم الأربعاء ، و أن جميع دواب الأرض (الحيوانات بأنواعها المختلفة) بُثت و انتشرت على الأرض يوم الخميس ، و عقب ذلك خلق آدم (اى خلق الإنسان) فى اليوم التالى و هو الجمعة ، و أن الفرق الزمنى يوما واحدا لكل مخلوق ...

نجد أن جميع ما سبق متناقض تناقض تام و كلى مع ثوابت العلم ، فى كل ما اخبر به الحديث من سرد قصصى!


فعلمياً :

1- فالأرض نشأت من 4.54 مليار* سنة -(مع هامش خطأ 1%)- و عندما نشأت كانت كتلة ملتهبه من النار ، تضربها الصواعق الكهربية بشدة فى جميع أنحائها ، لم تكن هناك حياة على الإطلاق ، بل غلاف جوى كئيب و كثيف مُكون من ثانى أكسيد الكربون ، متداخل به غاز كبريتيد الهيدروجين الشديد السُمية!
بل و لمدة الـ 600 مليون سنة الأولى ظلت تضرب الأرض قذائف من المذنبات و الكويكبات الأرض فيما سُمى بزمن "القصف المكثف أو العنيف" ، فزادت الطين بله ، حيث بخرت محيطات الأرض و صهرت القشرة الأرضية ، و مما زاد الامر سوءاً ، كارثة ضرب كوكب بحجم كوكب المريخ تقريباً للأرض ، و هو الحدث الذى سبب تكون القمر من ركام و بقايا التصادم الرهيب!

--- و هو ما يثبت إستحالة ما يذكره الحديث من أن الأرض كانت مهيئة لأستقبال اى نوع من أنواع الحياة فى خلال مدة أسبوع واحد ، سواء أكان اسبوعاً بالمقياس البشرى اى 7 ايام ، أو سواء أكان أسبوعاً إلهياً من 7آلاف سنة -(اليوم عند الله بالف مما تعدون)- ، أو حتى أسبوعا ذو 350 ألف سنة -(بناء على آية : فى يوم كان مقدارة خمسين سنة)- 50 سنة * 7 = 350 ألف سنة ، و للعلم فإن الحياة بدأت قبل 3.8 مليار سنة من الآن ، و بعملية طرح بسيطة 4.5 - 3.8 = حوالى 700 مليون سنة ، و لو ذهب جهابذة الإسلام يميناً و يساراً ، لن يجدوا -ابداً- فى قرآنهم و احاديثهم ، أن اليوم عند الله بـ 100 مليون سنه مما تعدون!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المليار = 1000.000.000 و ايضاً = 1000 مليون ، و هو بالعربية نسمية (مليار) ، و تسميتة عند الأمريكيين (بليون).


2- الشمس و هى التى تمد الأرض بالنور ، بل و حتى ضياء القمر الذى نراه على الأرض ما هو إلا نور الشمس معكوساً على سطح القمر ، تلك الشمس ، هى نجمة عمرها 4.57 مليار سنة ، تكونت قبل الأرض و ليس بعدها!

بل أن جميع كواكب المجموعة الشمسية بما فيهم الأرض ، بل و أقمار كواكب المجموعة الشمسية و الأجرام الصغيرة و الكواكب القزمية و كل ما يدور حول الشمس ، قد تكونوا منها ، و هى التى تمدهم جميعاً بالنور و الضياء.

--- لذلك من المستحيل علمياً أن نقول أن النور -(المتمثل فى الشمس)- تم خلقة -ليس فقط يوم الأربعاء فى أسبوع الخلق- بل يستحيل أن نقول أنه تم خلقة اصلاً بعد خلق الأرض أو أثناء إعداد و تجهيز الأرض لتقوم بدورها -حسب الحديث- لإحتضان الإنسان ، بل هو كان .. قبل أن تكون الأرض .. كياناً.


3- تلك النقطة تناقش (و بث فيها الدواب يوم الخميس) ، و الدواب هى الحيوانات ، على إختلاف أنواعها من ثدييات لزواحف لطيور و وصولاً إلى أول و ابسط حيوان و هو الأميبا ، بالرجوع إلى العلم ، ثابت علمياً أن الحيوانات لم تظهر كلها فى يوم واحد و لا فى اسابيع و لا شهور و لا سنين ، بل ظهرت أنواع و تلاها ظهور أنواع اخرى و إنقراض أنواع ، و هكذا ...
و إحتاجت الحياة لكى تظهر مرور أكثر من مليار سنة بعد تكّون الأرض !!

لتوضيح الفكرة .. نقول بلغة مختصرة ، انه إذا تم بث الدواب فى يوم واحد -(ايا كان زمن هذا اليوم)- فإذن الله قام بخلق الديناصور و الفيل و آكل النمل و الدجاجة و الماموث (فيل منقرض) و الحوت ... إلخ ، فى وقت واحد ...

--- و هذا لم يحدث قط ، فقد بدأ ظهور الحياة على الأرض لأول مرة بعد مليار و 300 مليون سنة ،

و حيث ظهرت الطحالب والفطريات البدائية والرخويات بالبحر و اندمجت هذه الأشكال الميكروسكوبية مكونة طحالب و أصداف و محار. و من هنا كانت البداية لنشوء الحياة فوق الأرض ، و هو ما يعرف بعصر ما قبل الكمبرى و الذى استمر حتى 600 مليون سنة من الآن.

ثم تلى ذلك مرحلة اخرى ظهر فيها اللافقاريات البحرية و ظهور بعض الأسماك الفقارية ، -(لم تكن موجودة قبل ذلك)-
ثم مرحلة تالية ظهر فيها النباتات الأولية و الشعاب المرجانية و النباتات آكلة اللحوم ، -(لم تكن موجودة قبل ذلك)-
و بعدها مرحلة آخرى ، ظهرت فيها لأول مرة حيوانات على اليابس مثل العناكب و العقارب ، -(لم تكن موجودة قبل ذلك)-
ثم ظهور اسماك برمائية ، اى تملك خياشيم و رئة بالوقت ذاته ، -(لم تكن موجودة قبل ذلك)-
ثم ظهرت الزواحف و الحيوانات العملاقة ، -(لم تكن موجودة قبل ذلك)-
و هكذا ظهرت أنواع و انواع حتى ظهرت الثدييات و التى نحن منها ، -(لم تكن موجودة قبل ذلك)-
و استمرت تلك العملية حوالى 3 مليارات من السنين ،

لذلك .. مستحيل البته القول بخلق الدواب قى وقت واحد او يوم واحد ، بل تم نشأتهم تدريجياً

و فى أزمنة مختلفة.


4- الإنسان .. الذى وُجد على سطح الأرض من حوالى مليونين من السنين كإنسان بدائى ، و من حوالى 200 ألف سنة كإنسان
حديث ، سواء اخذنا الرقم الأول الـ 2 مليون أو الـ 200 ألف سنة .. فيعد الرقم بالنسبة و التناسب مع عمر الأرض الذى
يساوى 4 مليارات من السنين و نصف المليار رقم ليس ذو قيمة ، فإذا قسمنا الـ 4.5 مليار سنة على 7 ، لنعرف كم يساوى اليوم الواحد من ايام الاسبوع فى هذه الحاله ، نجد ان اليوم يساوى تقريباً 600 مليون سنة !!!

--- و عندما نطبق النسبة و التناسب ، حيث الإنسان هنا من 2 مليون فى آخر الـ 600 مليون سنة الاخيرة .. و إذا عتبرنا الـ
600 سنة يوماً اصلا ، إذا فالإنسان لم يخلق فى آخر ساعة من هذا اليوم ، و لكن فى آخر حوالى 10 ثوانى تقريباً من هذا اليوم ...

علماً بأننا إفترضنا بأن اليوم 600 مليون سنة ، و لا يوجد يوم بهذا القدر فى الإسلام ،
و علماً بأننا أخذنا بالمدة الأكبر و هى الـ 2 مليون ، و ليس الـ 200 ألف ،
و لو أخذنا بالرقم الاخير لكان عمر الإنسان هو أقل من الـ 1 ثانية !

5- و فى النهاية ، لا يسعنى إلا أن اقول ، أن الحديث أصلاً يتكلم عن الأيام العادية ، بالمقياس البشرى ،
و ذلك لكونه ذكر خلق آدم بين العصر و إلى الليل! و لذلك فأنا متأكد انه كان يقصد اليوم العادى (24 ساعة).