تحية لكل من اتبع العقل
ارتايت في هدا الموضوع ان اضع بضع الايات من القران
التي تدل على سداجة كاتبها اي محمد ومدى محدودية عقله
- "وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)"
اختلف المفسرون – على عادتهم – بالمقصود بالنجم ، فبعضهم قال هو النبات الذي ليس له ساق ، وآخرين قالوا هو نجم السماء ، والشجر معروف ، الآية تصرّح بسجود الشجر والنجوم(أو) نبات الأرض ، ولكن هل سبق أن رأى أحدكم نباتاً أو شجراً أو نجماً ساجداً ؟
أين يمكن أن نجد هذه الأشياء تسجد ؟
أم تُراها ظلالها التي تسجد ؟
نعم أنا لا أمزح ، فآية أخرى تقول :
" ولِلّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ والأرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بالغُدُّوِّ والآصَالِ " الرعد 15
هل يُعقَل أن يفسّر الظل على أنه سجود للشجرة !!!
هناك احتمال آخر
هل تُراها تسجد ولكننا لا ندرك هذا السجود ؟
تماماً كسجود الملائكة والدواب ؟
"وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ " النحل(49)
أم تُراه كتسبيح السماوات والأرض ومن فيهن دون أن ندركه ، وذلك حسب قوله :
" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " الإسراء 44
إذا كان الأمر كذلك ، فما الفائدة من هذه الجملة ؟ ماذا نستفيد حين يحدثنا الله عن سجود شجر أو نجم أو دواب أو ملائكة دون أن نستطيع رؤيته ؟
هل يتوقع منّا أن نؤمن به للسجود الخفي لهذه الموجودات فنخِرّ سجّداً !!!
هل أقنعك بقولي أني أطير في السماء كالطيور مرفرفاً بذراعيّ العاريتين لكنك لا تدرك هذا الطيران وتعجز عن رؤيتي أفعله !!!
أعتقد أن هذه الجملة أو الآية كما يسمونها ، لم تخدم النص بشيء غير انتهائها بالألف والنون التي استلحم كاتب النص على حشرها في نهاية أغلب الآيات ، للحفاظ على سلامة القافية – عفواً – أقصد الفاصلة . فهم ينزعجون من قولنا قافية لأن هذا يشبه القرآن بالشعر !! .
2- "وَٱلسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ (7)"
نأتي الآن إلى مسألة رفع السماء ، وهذه الفكرة وردت في القرآن بغزارة ، حيث قال في أكثر من موضع :
الغاشية (آية:18): والى السماء كيف رفعت
الرعد (آية:2): الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها
لقمان (آية:10): خلق السماوات بغير عمد ترونها
النازعات : أأنتم اشد خلقا أم السماء بناها (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)
فالسماء حسب فهم كاتب القرآن هي شيء تم رفعه ، والرفع لا يكون إلا من تحت إلى فوق ، فلك أن تتخيل أين كانت السماء قبل أن يرفعها ؟
ولكن لماذا يرفعها أصلاً ؟ فهل هي ساقطة إلى الأسفل بفعل جاذبية ما ؟
جاذبية الأرض مثلاً ؟
نعم أجزم بأنه كان يتخيل أن السماء جسم مسطح ثقيل مرفوع عكس الجاذبية ويمكن أن يسقط عليها في أي لحظة لولا قدرة الله العظيمة والمدهشة في الإبقاء عليه مرفوعاً ضد قوانين نيوتن !
فهو يصرّح في الآيات السابقة أنها مرفوعة بغير أعمدة !
لأن الإنسان في الماضي لم يكن يتخيل شيئاً يمكن أن يرتفع دون أن يسقط ثانية بتأثير الجاذبية التي لم يكن يفهمها ، ولكن هناك طريقة واحدة لرفع شيء للأعلى (كالسقف) دون أن يسقط ، وذلك برفعه على أعمدة ، ولكن الله لأنه عظيم وذو قدرات غير محدودة استطاع أن يرفع السماء بل السماوات بغير عمد .
بل إنه يصرّح في آية أغرب من ذلك ويقول :
ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه ان الله بالناس لرؤوف رحيم الحج (آية:65)
تخيلوا معي ، الله بعظمته يمسك السماء كي لا تسقط على الأرض، وفي هذا بالطبع رأفة ورحمة على الناس ، تخيلوا لو سقطت السماء علينا بما فيها من نجوم وكواكب فهل يبقى لنا باقية ؟
وكأن كاتب النص يتخيل الجاذبية الأرضية أمر مطلق يمكن أن يجذب أي شيء حتى السماء لتسقط سقوطاً حراً نحوها ، كل شيء فوق يمكن أن يسقط على الأرض بفعل الجاذبية ، حتى الطيور التي تطير فإن الله يمسكها وليس الهواء حسب تصريح القرآن :
النحل (آية:79): الم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن الا الله ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون
الملك (آية:19): اولم يروا الى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن الا الرحمن انه بكل شيء بصير
أي تفكير ساذج هذا الذي يفكّر هنا ؟
نحن لا نلوم كاتب القرآن لأنه أسير ثقافة عصره ولا يمكنه أن يتجاوزها ، لكننا نلوم من يعتقد أن هذا الكلام كلام خالق الكون العالم بكل شيء .
ومن شاء التوسع لمعرفة التصور القرآني للسماء لأيقن أن هذا الكتاب المسمى "قرآناً" لا يتجاوز الفهم البدائي لطبيعة الأشياء حسب ثقافة ذاك الزمان وذاك المكان .
فالسماء :
أولاً : مرفوعة ضد الجاذبية ، ويمكن أن تقع إذا أذن الله لها .
ثانياً : هي بناء " والسماء بناءا" البقرة 22/ غافر 64 ، " والسماء وما بناها" الشمس 5 ، "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" الذاريات 47
ثالثاً : السماء سقف "وجعلنا السماء سقفا محفوظا " الأنبياء 32 ، "والسقف المرفوع " الطور5
رابعاً : يمكن أن يسقط من السماء قِطَعاً على الأرض .
"أو نسقط عليهم كسفا من السماء " سبأ 92
" فاسقط علينا كسفا من السماء أن كنت من الصادقين " الشعراء 187
ورغم أن الكفار تحدوا محمداً أن يسقط السماء عليها كسفاً كما هددهم لكنه فشل في ذلك ، ولم يجد مخرجاً من هذه الورطة إلا أن قال :
" وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " الطور (آية:44)
أي أن الكفار لو رأوا هذه القطع حقاً قد سقطت من السماء لن يعترفوا بأنها قطع من السماء بل سيقولون أن هذا سحاب تراكم فوق بعضه !!
هل يُعقل هذا !
يعني نفهم من ذلك أن السماء مكونة من السحاب ؟ لأن الجزء يدل على الكل ، فإن كان الجزء – القطعة – عبارة عن سحاب فهذا يعني أن الكل هو سحاب أيضاً !!!
ثم ما هذه الحجة الواهية في التهرب من التحدي ؟
لِم لا يسقط السماء عليهم قِطعاً ثم يقولوا ما يقولوه ، فإن اقتنعوا فقد انضموا تحت جناحه وإن أبوا تكون الحجة قد قامت عليهم ووضح عنادهم .
بل إنه تمادى في التهرب بطريقة سافر حين طلبوا منه أن ينفّذ تهديده حيث قالوا كما نقل عنهم في سورة الإسراء :
" أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً (92)
" أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93)
فهو مجرد رسول !! كيف تطلبون منه هذه المعجزات وهو مجرد رسول لا أكثر ولا أقل !
وكأن الرسول شيء عادي نلتقي به يومياً في الأسواق !!
أنت تدعي بأنك سافرت إلى السماوات العلى في ليلة واحدة ورأيت ما رأيت في إسرائك ومعراجك وشققت القمر ونزل عليك جبريل ثم تقول أنك لست أكثر من بشر ورسول !!!!
فقط رسول !!!!
يا جماعة إنه مجرد رسول فلماذا تطلبون منه هذه الأشياء العجيبة !!!
نعود لصفات السماء
خامساً : السماء شيء مسطح قابل للطي ، فمثلما أنه تصور أن الأرض مسطحة - وهذا ما سنعرض له لاحقاً – فإنه تصور السماء كذلك مسطحة ، حيث يقول عن يوم القيامة :
الانبياء (آية:104): يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين
الزمر (آية:67): وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامه والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون
ناهيك عن الإشارة الواضحة إلى تسطيحها في وصفها بأنها سقف .
سادساً : السماء قابلة للشق
وفي هذا الشأن وردت آيات كثيرة نذكر منها :
الحاقة (آية:16): وانشقت السماء فهي يومئذ واهية
الانشقاق (آية:1): إذا السماء انشقت
فهل الغازات قابلة للشق !!!
أم الفراغ قابل للشق !!!
سابعاً : السماء يمكن أن تُلمس
" وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا " الجن 8
بل إنها مليئة بالحرس والشهب ، الشهب تلك التي نرى وميضها في الليل نتيجة لاحتكاك النيازك الساقطة في الهواء واحتراقها ، وهذا كلها لا يحدث إلا في الغلاف الجوي ، هذه تصبح حسب تصور كاتب القرآن أسلحة مضادة للجن الذي يسترق السمع حيث يقول في هذا الشأن في سورة الصافات :
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ( 8 ) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
هل يُعقل هذا يا أهل العقل والدعوة إليه !!!
هناك صفات أخرى للسماء لا تقل غرابة عن الصفات السابقة ، فهي قابلة للكشط (أي تُنزع كما يُنزع الغطاء عن الشيء أو الجلد عن الشاة كما ورد في تفسير القرطبي) ، والسماء لها أبواب ، وغيره وغيره من التصور الغريب العجيب .
وعلينا أن ننبه إلى أن القرآن لا يقصد بكلمة السماء أي شيء غير منظور وبعيدا عن مداركنا كما يحلو للبعض أن يؤوّل ، فالسماء واضحة فوقنا يمكن رؤيتها بالعين المجردة .
ق (آية:6): أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج
يونس (آية:101): قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون
الجاثية (آية:3): إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين
فكيف تكون السماء غير مرئية ويُطلب من الناس أن ينظروا إليها وإلى ما فيها من آيات ؟
ولمن شاء أن يبحث في صفة السماء القرآنية فسيجد الكثير الكثير من الأفكار المدهشة ، يمكن أن نتطرق إلى بعضها لاحقاً .
لكن لا بأس من التعليق على أبعاد السماء كما تصورها القرآن . وهذه الفكرة تطرقت لها في خواطري قديماً ، لكني أعيدها لأسلط الضوء عليها أكثر ، وبأرقام أكثر دقة .
لو كانت السماء الدنيا هي الجزء المنظور من الكون ، فيقيناً السماوات السبع ستكون بقدرها أو أكبر منها كما ورد في الحديث .
فلو افترضنا أن نصف قطر السماء الدنيا هي س ، فيقينا نصف قطر السماوات السبع الطباق أكبر من ذلك بكثير .
لكني سأكتفي بالسماء الدنيا التي نراها والتي هي الكون المرصود أمامنا .
لماذا تكون السماء الدنيا هي الكون المرصود فقط ؟
الجواب على ذلك أن القرآن صرّح في أكثر من موضع بأن السماء الدنيا قد تم تزيينها بالكواكب والمصابيح ، إذاً أينما نجد في الكون كواكب ومصابيح فهي ضمن السماء الأولى ، وبذلك سنعتبر نصف قطر السماء الدنيا = نصف قطر الكون كحد أدنى .
تقدر الكتب المتخصصة نصف قطر الكون ب 1*10 28 م
أي 1 وأمامه 28 صفر .
ونصف قطر الأرض هو 6.371 * 10 6 م
فنسبة حجم الأرض إلى حجم الكون (السماء الدنيا) تكون بقسمة الأول على الثاني فيكون الناتج :
0.0000000000000000000006371
= 6.371 * 10 -22
وهذا يعني أن الأرض أصغر من السماء الدنيا ب 10 آلاف مليار مليار مرة !!!
أي أنها لا شيء بجانب السماء الدنيا .
وحتى تتمكنوا من تصور هذه النسبة ، قوموا بالتالي :
نصف قطر الإلكترون = 2.817938 *10 -15 م
قوموا بحساب نسبة حجم الإلكترون إلى حجم الأرض بقسمة نصق قطر الأول على نصف قطر الثاني فتكون النتيجة
4.4 * 10 -22
وهي نسبة مقاربة إلى نسبة نصف حجم الأرض بالنسبة إلى السماء الأولى
ما الذي نريده من كل هذه الحسابات ؟
القرآن يقول :
" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنه عرضها السماوات والأرض " آل عمران (آية:133)
"سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنه عرضها كعرض السماء والأرض " الحديد (آية:21)
وسؤالي هو :
ما الذي أفاده القرآن حين أضاف كلمة الأرض ليعبّر عن عرض الجنة ؟
فعندما يقول أن الجنة عرضها كعرض السماوات فقط ، نعرف أنها عريضة جداً جداً ، ولكنه يضيف إلى عرض السماوات عرض الأرض ، والذي لا يمكنه أن يضيف شيئاً للعرض الأساسي أبداً .
فكأنك تقول : وجدنا كوكباً = حجم الأرض + إلكترون
أو ، وجدنا كوكباً = حجم المحيط الأطلسي + ذرة غبار (وهي نسبة أكبر من الأرض بالنسبة للسماوات بكثير) .
أو أن تقول : اشتريت بيتاً عرضه كعرض هرم خوفو + ذرة هيليوم (وهذه أيضاً نسبة أكبر بكثير من نسبة الأرض إلى السماوات) .
كلام ساذج أليس كذلك ؟
ألا ترون أنه حين أضاف كلمة الأرض إلى السماوات تكلم بذات الطريقة الساذجة دون أن يدري ؟
ولكن ما ذنبه وهو يتخيل السماوات طباقاً ، والسماء الدنيا سقفاً للأرض ، فلا بد أن تكون مساوية لها في الأبعاد ، لأن السقف يساوي الأرضية التي تحته ، وإلا كان التشبيه خطأ ، فمثل هذا التصور ، يبيح له أن يضع الأرض مقابل السماوات كما فعل في آيات كثيرة جداً ، ولكن حين يعلم حقيقة الواقع ، ويعلم أن الأرض ليست أكثر من إلكترون في هذا الكون ، يكتشف كم كانت فكرته ساذجة .
لاحظوا أنني لم أستخدم إلا حجم السماء الأولى ، ولو أردنا استخدام حجم بقية السماوات بتقدير الحلقة : الفلاة حسب الحديث فإننا سنحصل على نسبة أصغر من نسبة الإلكترون : الأرض .
اختلف المفسرون – على عادتهم – بالمقصود بالنجم ، فبعضهم قال هو النبات الذي ليس له ساق ، وآخرين قالوا هو نجم السماء ، والشجر معروف ، الآية تصرّح بسجود الشجر والنجوم(أو) نبات الأرض ، ولكن هل سبق أن رأى أحدكم نباتاً أو شجراً أو نجماً ساجداً ؟
أين يمكن أن نجد هذه الأشياء تسجد ؟
أم تُراها ظلالها التي تسجد ؟
نعم أنا لا أمزح ، فآية أخرى تقول :
" ولِلّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ والأرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بالغُدُّوِّ والآصَالِ " الرعد 15
هل يُعقَل أن يفسّر الظل على أنه سجود للشجرة !!!
هناك احتمال آخر
هل تُراها تسجد ولكننا لا ندرك هذا السجود ؟
تماماً كسجود الملائكة والدواب ؟
"وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ " النحل(49)
أم تُراه كتسبيح السماوات والأرض ومن فيهن دون أن ندركه ، وذلك حسب قوله :
" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " الإسراء 44
إذا كان الأمر كذلك ، فما الفائدة من هذه الجملة ؟ ماذا نستفيد حين يحدثنا الله عن سجود شجر أو نجم أو دواب أو ملائكة دون أن نستطيع رؤيته ؟
هل يتوقع منّا أن نؤمن به للسجود الخفي لهذه الموجودات فنخِرّ سجّداً !!!
هل أقنعك بقولي أني أطير في السماء كالطيور مرفرفاً بذراعيّ العاريتين لكنك لا تدرك هذا الطيران وتعجز عن رؤيتي أفعله !!!
أعتقد أن هذه الجملة أو الآية كما يسمونها ، لم تخدم النص بشيء غير انتهائها بالألف والنون التي استلحم كاتب النص على حشرها في نهاية أغلب الآيات ، للحفاظ على سلامة القافية – عفواً – أقصد الفاصلة . فهم ينزعجون من قولنا قافية لأن هذا يشبه القرآن بالشعر !! .
2- "وَٱلسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ (7)"
نأتي الآن إلى مسألة رفع السماء ، وهذه الفكرة وردت في القرآن بغزارة ، حيث قال في أكثر من موضع :
الغاشية (آية:18): والى السماء كيف رفعت
الرعد (آية:2): الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها
لقمان (آية:10): خلق السماوات بغير عمد ترونها
النازعات : أأنتم اشد خلقا أم السماء بناها (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)
فالسماء حسب فهم كاتب القرآن هي شيء تم رفعه ، والرفع لا يكون إلا من تحت إلى فوق ، فلك أن تتخيل أين كانت السماء قبل أن يرفعها ؟
ولكن لماذا يرفعها أصلاً ؟ فهل هي ساقطة إلى الأسفل بفعل جاذبية ما ؟
جاذبية الأرض مثلاً ؟
نعم أجزم بأنه كان يتخيل أن السماء جسم مسطح ثقيل مرفوع عكس الجاذبية ويمكن أن يسقط عليها في أي لحظة لولا قدرة الله العظيمة والمدهشة في الإبقاء عليه مرفوعاً ضد قوانين نيوتن !
فهو يصرّح في الآيات السابقة أنها مرفوعة بغير أعمدة !
لأن الإنسان في الماضي لم يكن يتخيل شيئاً يمكن أن يرتفع دون أن يسقط ثانية بتأثير الجاذبية التي لم يكن يفهمها ، ولكن هناك طريقة واحدة لرفع شيء للأعلى (كالسقف) دون أن يسقط ، وذلك برفعه على أعمدة ، ولكن الله لأنه عظيم وذو قدرات غير محدودة استطاع أن يرفع السماء بل السماوات بغير عمد .
بل إنه يصرّح في آية أغرب من ذلك ويقول :
ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه ان الله بالناس لرؤوف رحيم الحج (آية:65)
تخيلوا معي ، الله بعظمته يمسك السماء كي لا تسقط على الأرض، وفي هذا بالطبع رأفة ورحمة على الناس ، تخيلوا لو سقطت السماء علينا بما فيها من نجوم وكواكب فهل يبقى لنا باقية ؟
وكأن كاتب النص يتخيل الجاذبية الأرضية أمر مطلق يمكن أن يجذب أي شيء حتى السماء لتسقط سقوطاً حراً نحوها ، كل شيء فوق يمكن أن يسقط على الأرض بفعل الجاذبية ، حتى الطيور التي تطير فإن الله يمسكها وليس الهواء حسب تصريح القرآن :
النحل (آية:79): الم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن الا الله ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون
الملك (آية:19): اولم يروا الى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن الا الرحمن انه بكل شيء بصير
أي تفكير ساذج هذا الذي يفكّر هنا ؟
نحن لا نلوم كاتب القرآن لأنه أسير ثقافة عصره ولا يمكنه أن يتجاوزها ، لكننا نلوم من يعتقد أن هذا الكلام كلام خالق الكون العالم بكل شيء .
ومن شاء التوسع لمعرفة التصور القرآني للسماء لأيقن أن هذا الكتاب المسمى "قرآناً" لا يتجاوز الفهم البدائي لطبيعة الأشياء حسب ثقافة ذاك الزمان وذاك المكان .
فالسماء :
أولاً : مرفوعة ضد الجاذبية ، ويمكن أن تقع إذا أذن الله لها .
ثانياً : هي بناء " والسماء بناءا" البقرة 22/ غافر 64 ، " والسماء وما بناها" الشمس 5 ، "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" الذاريات 47
ثالثاً : السماء سقف "وجعلنا السماء سقفا محفوظا " الأنبياء 32 ، "والسقف المرفوع " الطور5
رابعاً : يمكن أن يسقط من السماء قِطَعاً على الأرض .
"أو نسقط عليهم كسفا من السماء " سبأ 92
" فاسقط علينا كسفا من السماء أن كنت من الصادقين " الشعراء 187
ورغم أن الكفار تحدوا محمداً أن يسقط السماء عليها كسفاً كما هددهم لكنه فشل في ذلك ، ولم يجد مخرجاً من هذه الورطة إلا أن قال :
" وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " الطور (آية:44)
أي أن الكفار لو رأوا هذه القطع حقاً قد سقطت من السماء لن يعترفوا بأنها قطع من السماء بل سيقولون أن هذا سحاب تراكم فوق بعضه !!
هل يُعقل هذا !
يعني نفهم من ذلك أن السماء مكونة من السحاب ؟ لأن الجزء يدل على الكل ، فإن كان الجزء – القطعة – عبارة عن سحاب فهذا يعني أن الكل هو سحاب أيضاً !!!
ثم ما هذه الحجة الواهية في التهرب من التحدي ؟
لِم لا يسقط السماء عليهم قِطعاً ثم يقولوا ما يقولوه ، فإن اقتنعوا فقد انضموا تحت جناحه وإن أبوا تكون الحجة قد قامت عليهم ووضح عنادهم .
بل إنه تمادى في التهرب بطريقة سافر حين طلبوا منه أن ينفّذ تهديده حيث قالوا كما نقل عنهم في سورة الإسراء :
" أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً (92)
" أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93)
فهو مجرد رسول !! كيف تطلبون منه هذه المعجزات وهو مجرد رسول لا أكثر ولا أقل !
وكأن الرسول شيء عادي نلتقي به يومياً في الأسواق !!
أنت تدعي بأنك سافرت إلى السماوات العلى في ليلة واحدة ورأيت ما رأيت في إسرائك ومعراجك وشققت القمر ونزل عليك جبريل ثم تقول أنك لست أكثر من بشر ورسول !!!!
فقط رسول !!!!
يا جماعة إنه مجرد رسول فلماذا تطلبون منه هذه الأشياء العجيبة !!!
نعود لصفات السماء
خامساً : السماء شيء مسطح قابل للطي ، فمثلما أنه تصور أن الأرض مسطحة - وهذا ما سنعرض له لاحقاً – فإنه تصور السماء كذلك مسطحة ، حيث يقول عن يوم القيامة :
الانبياء (آية:104): يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين
الزمر (آية:67): وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامه والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون
ناهيك عن الإشارة الواضحة إلى تسطيحها في وصفها بأنها سقف .
سادساً : السماء قابلة للشق
وفي هذا الشأن وردت آيات كثيرة نذكر منها :
الحاقة (آية:16): وانشقت السماء فهي يومئذ واهية
الانشقاق (آية:1): إذا السماء انشقت
فهل الغازات قابلة للشق !!!
أم الفراغ قابل للشق !!!
سابعاً : السماء يمكن أن تُلمس
" وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا " الجن 8
بل إنها مليئة بالحرس والشهب ، الشهب تلك التي نرى وميضها في الليل نتيجة لاحتكاك النيازك الساقطة في الهواء واحتراقها ، وهذا كلها لا يحدث إلا في الغلاف الجوي ، هذه تصبح حسب تصور كاتب القرآن أسلحة مضادة للجن الذي يسترق السمع حيث يقول في هذا الشأن في سورة الصافات :
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ( 8 ) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
هل يُعقل هذا يا أهل العقل والدعوة إليه !!!
هناك صفات أخرى للسماء لا تقل غرابة عن الصفات السابقة ، فهي قابلة للكشط (أي تُنزع كما يُنزع الغطاء عن الشيء أو الجلد عن الشاة كما ورد في تفسير القرطبي) ، والسماء لها أبواب ، وغيره وغيره من التصور الغريب العجيب .
وعلينا أن ننبه إلى أن القرآن لا يقصد بكلمة السماء أي شيء غير منظور وبعيدا عن مداركنا كما يحلو للبعض أن يؤوّل ، فالسماء واضحة فوقنا يمكن رؤيتها بالعين المجردة .
ق (آية:6): أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج
يونس (آية:101): قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون
الجاثية (آية:3): إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين
فكيف تكون السماء غير مرئية ويُطلب من الناس أن ينظروا إليها وإلى ما فيها من آيات ؟
ولمن شاء أن يبحث في صفة السماء القرآنية فسيجد الكثير الكثير من الأفكار المدهشة ، يمكن أن نتطرق إلى بعضها لاحقاً .
لكن لا بأس من التعليق على أبعاد السماء كما تصورها القرآن . وهذه الفكرة تطرقت لها في خواطري قديماً ، لكني أعيدها لأسلط الضوء عليها أكثر ، وبأرقام أكثر دقة .
لو كانت السماء الدنيا هي الجزء المنظور من الكون ، فيقيناً السماوات السبع ستكون بقدرها أو أكبر منها كما ورد في الحديث .
فلو افترضنا أن نصف قطر السماء الدنيا هي س ، فيقينا نصف قطر السماوات السبع الطباق أكبر من ذلك بكثير .
لكني سأكتفي بالسماء الدنيا التي نراها والتي هي الكون المرصود أمامنا .
لماذا تكون السماء الدنيا هي الكون المرصود فقط ؟
الجواب على ذلك أن القرآن صرّح في أكثر من موضع بأن السماء الدنيا قد تم تزيينها بالكواكب والمصابيح ، إذاً أينما نجد في الكون كواكب ومصابيح فهي ضمن السماء الأولى ، وبذلك سنعتبر نصف قطر السماء الدنيا = نصف قطر الكون كحد أدنى .
تقدر الكتب المتخصصة نصف قطر الكون ب 1*10 28 م
أي 1 وأمامه 28 صفر .
ونصف قطر الأرض هو 6.371 * 10 6 م
فنسبة حجم الأرض إلى حجم الكون (السماء الدنيا) تكون بقسمة الأول على الثاني فيكون الناتج :
0.0000000000000000000006371
= 6.371 * 10 -22
وهذا يعني أن الأرض أصغر من السماء الدنيا ب 10 آلاف مليار مليار مرة !!!
أي أنها لا شيء بجانب السماء الدنيا .
وحتى تتمكنوا من تصور هذه النسبة ، قوموا بالتالي :
نصف قطر الإلكترون = 2.817938 *10 -15 م
قوموا بحساب نسبة حجم الإلكترون إلى حجم الأرض بقسمة نصق قطر الأول على نصف قطر الثاني فتكون النتيجة
4.4 * 10 -22
وهي نسبة مقاربة إلى نسبة نصف حجم الأرض بالنسبة إلى السماء الأولى
ما الذي نريده من كل هذه الحسابات ؟
القرآن يقول :
" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنه عرضها السماوات والأرض " آل عمران (آية:133)
"سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنه عرضها كعرض السماء والأرض " الحديد (آية:21)
وسؤالي هو :
ما الذي أفاده القرآن حين أضاف كلمة الأرض ليعبّر عن عرض الجنة ؟
فعندما يقول أن الجنة عرضها كعرض السماوات فقط ، نعرف أنها عريضة جداً جداً ، ولكنه يضيف إلى عرض السماوات عرض الأرض ، والذي لا يمكنه أن يضيف شيئاً للعرض الأساسي أبداً .
فكأنك تقول : وجدنا كوكباً = حجم الأرض + إلكترون
أو ، وجدنا كوكباً = حجم المحيط الأطلسي + ذرة غبار (وهي نسبة أكبر من الأرض بالنسبة للسماوات بكثير) .
أو أن تقول : اشتريت بيتاً عرضه كعرض هرم خوفو + ذرة هيليوم (وهذه أيضاً نسبة أكبر بكثير من نسبة الأرض إلى السماوات) .
كلام ساذج أليس كذلك ؟
ألا ترون أنه حين أضاف كلمة الأرض إلى السماوات تكلم بذات الطريقة الساذجة دون أن يدري ؟
ولكن ما ذنبه وهو يتخيل السماوات طباقاً ، والسماء الدنيا سقفاً للأرض ، فلا بد أن تكون مساوية لها في الأبعاد ، لأن السقف يساوي الأرضية التي تحته ، وإلا كان التشبيه خطأ ، فمثل هذا التصور ، يبيح له أن يضع الأرض مقابل السماوات كما فعل في آيات كثيرة جداً ، ولكن حين يعلم حقيقة الواقع ، ويعلم أن الأرض ليست أكثر من إلكترون في هذا الكون ، يكتشف كم كانت فكرته ساذجة .
لاحظوا أنني لم أستخدم إلا حجم السماء الأولى ، ولو أردنا استخدام حجم بقية السماوات بتقدير الحلقة : الفلاة حسب الحديث فإننا سنحصل على نسبة أصغر من نسبة الإلكترون : الأرض .